الحمدالله الذي رفع مقام العلماء العاملين ونوّه بذكرهم في كتابه المبين فقال تعالى: (يرفع الله الذي أمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات) . كما أشاد بذكرهم رسول الله في قوله : ( وإن العلاماء ورثة الأنبياء) . صلى الله على آله واصحابه والتابعين . أما بعد فقد جاء في الحديث الصحيح (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث, صدقة جاريه ,أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له ) ولا ريب أن نشر العلم بين العباد وتبصيرهم بطريق الرشاد وتحذيرهم من طرق الغواية والفساد وذلك بالإرشاد أول الإفتاء أو التأليف وكما أنه من الأعمال التي يستمر أجرها في الحياة بعد الممات فإنه العلم. وكم حث الله على ذلك في مثل قوله تعالى : ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) وقال ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظه الحسنة ) . كما قال صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الأثم مثل أثام من اتبعة لا ينقص ذلك من أثامهم شيئا ) "رواه مسلم ومالك و أبوه داود والترمذي " وإن من العلماء الذين وفقهم الله للدعوة إلى الصراط المستقيم وبيان محاسن الدين وإرشاد الجاهلين بالوعظ والإرشاد والقضاء والإفتاء والتأليف فضيلة الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية . فقد ألف الشيخ كتبا ورسائل كثيرة وكلها مفيدة ومن أحسن تلك الرسائل الممتعه رسالة السنه شقيقة القرآن وكتاب (الحكم الجامعة ) وبعد ان قرأته وما كتبه من الرسائل وقرأت رسالة السنه شقيقة القرآن مرارا وكتابه الحكم الجامعة كثيره من بحوثة كتبت كتقريظ لهما ونوهت ببقية الرسائل وأني إذا اقدم هذه المقدمة والأجوزه فإني اسأالله اني يجزي المؤلف على تأليفه أحسن الجزاء وأن يوفقنا الله وإياه إلى ما يحبه ويرضاه :
الـــحـــمــــدالله عــــلـــــى iiالأنـــــعـــــام ومــــــا أجـــــــل نـــعـــمـــة iiالإســـــــلام
والــحــمـــدالله الـــــذي قـــــد iiخــصــنـــا بـــأكـــرم الـــرســـل وخـــيــــر الأمـــنــــا
مــحــمــد الـــهـــادي إلـــــى الـــصـــواب صـــلـــى عــلــيـــه مـــنـــزل الــكـــتـــاب
كـــــذا عـــلـــى الآل مـــــع الأصـــحــــاب وتـــابـــعـــيـــهــــم ذوي الألـــــــبـــــــاب
وبـــعــــد مـــنــــذ أرســـــــل الله لــــنــــا مـــحــــمــــداً بـــديــــنــــه iiوأعــــلــــنــــا
قـــد ألــــن الــحــبــر عــلــيــه iiالــكــفــره وربــــنــــا لـــديـــنـــه قـــــــد iiنــــصـــــره
ثــــــم غـــزونــــا مــعـــشـــر iiالــفـــجـــار بــــكـــــل رأي فــــاســـــد واعـــتــــبــــار
مـــــــن ذاك الأكـــتـــفــــاء iiبـــالـــقــــرآن وفـــي غـــن ى عـــن ســنــة iiالـعــدنــان
رد عــلــيــهــم الإمــــــام iiالــشــافــعـــي بـالـعـقـل والـنـقـل الـصـحـيــح الـسـاطــع
وغـــــيــــــره رد مــــــــــن iiالآعـــــــــــلام جــزاهـــم الـحــســنــى مــــن iiالـــعـــلام
ومـنـهـم فــي عـصـرنــا الـشـيــخ iiالأجــل مـــن قـــال بـالــحــق وجــانـــب iiالــزلـــل
فــــي رد مـــــن يـــقـــول بـاســتــغــنــاء عـــن اســـة الــهــادي إلـــى iiالـبــيــضــاء
أعــنـــى بــــذاك صــاحـــب iiالـفـضــيــلــة مــن قــدى حــوى الـمــنــاق iiالـجـلـيــلــة
الــشـــيـــخ عـــبــــدالله نـــجــــل iiزيــــــد وكـــم لـــه فـــي الـفــضــل مـــن iiمــزيــد
رســــالــــة نـــافـــعـــة قـــــــد iiألــــفــــا كــريــمــة ونــعـــم مــــا قـــــد iiصــنــفـــا
جـــلـــيـــلـــة كـــثــــيــــرة الــــفــــائــــد وهـــــى ســـــلام نـــضـــال iiالــجـــاحـــد
لــســنـــة الـــرســــول مــــــن iiأقــــــوال أقـــبـــح بـــأهـــل الـــزيـــغ iiوالـــضــــلال
تــفـــى عــلــيـــل مـــرضـــى الـــضـــلال تــــروى غــلــيـــل ســـائـــل iiمــفــضـــال
تـــريـــك نـــهـــج الـــحـــق iiوالـــصــــواب تــنــتــقــد الأقــــــوال مــــــن iiمـــرتــــاب
وقـــــد دعـــاهـــا ســـنــــة iiالـــرســــول شـقــيــقــة الـــقـــرآن فـــــي iiالـــنـــزول
فــنــد فـيــهــا قـــول مـــن قـــد iiمــرقـــوا فـــي ديـنــنــا وفـــي الــضــلال iiاقــرقــوا
بــــزعـــــم الأكـــتـــفــــاء iiبــالـــمـــنـــزل عـلــى الـنـبــي الـهـاشــمــي الأفــضــل
ورفــضــهــم أقـــــوال ســـيـــد iiالـــــورى يـاويــح هـــذا الــقــوم مـــن ذا iiالإفــتــراء
فــد قــيــن الـشــيــخ بــهــا أن لا iiغــنــى عـــن ســنــة الــهـــادي رســــول iiربــنـــا
أورد فـــيـــهــــا واصــــــــح iiالـــــرهـــــان مـــن قـــول اخــيــر الـخــلــق iiوالــقـــرآن
وأن مـــاقـــالــــوه زعـــــــــم iiبـــــاطـــــل لـــــيــــــس أوالــــــهــــــم iiمــــــعــــــول
لأنـــهـــم قــــــد خــالـــفـــوا iiالــكــتــابـــا وخــالـــفـــوا الـــرســــول iiوالأصــحـــابـــا
وبــايــنـــوا جـــمـــاع أهــــــل iiالــعـــلـــم ومــــــن كــــــل ذي ديـــانــــة iiوفـــهــــم
وقـــــال فـــــي احــتــجــاجـــة iiالـــؤيــــد بـالـعـقــل والـنـقــل الـصـحــي iiوالـجــيــد
نـــحـــتـــج بــــالأقـــــوال iiكـــالأفـــعــــال لــــيــــس رســـــــل الله ذي iiالــــجــــلال
يـعـنــيــى بـــه مـــا صـــح بــــه هــذيـــن او حـــســـن قـــالـــوا بــغـــيـــر iiمـــيــــن
كـلامــهــمــا مـــــن ســـنـــة iiالـــرســـول واجـــــبـــــة الأذعـــــــــان iiوالـــــقــــــول
ودعــــــوى الإســتــغــنـــاء iiبـــالـــقـــرآن بـــاطـــلـــة عــــنــــد ذوي iiالـــعـــرفــــان
لأنــــهــــا ثــــانــــي مــــصــــدر iiأتـــــــى فـي شـرعـنـا الـعـظـيـم فـافـهـم يـافـتـي
وكـــــم أتـــــى لـــنـــا مـــــن الأحـــكـــام رســــــــول ذي الــــعـــــزة والإكــــــــرام
لــــم يــذكـــر الـــقـــرآن مــنــهـــا iiأبـــــدا لــكــنــهــا مـــــن قـــولـــه iiفــأعــتــمـــدا
تــفــســـيـــر الآي مــــــــن iiالـــكـــتــــاب تــفـــصـــل الــمــجـــمـــل iiبـــالـــصـــواب
ومـــــا عــلــمــنـــا عــــــدد iiالــركـــعـــات مــن الـقــروض الـخـمــس فــي iiالـصــلاة
انــصــبـــة الـــزكـــاة فــــــي iiالأمــــــوال وحــــــــج بــــيـــــت الله ذي الــــجـــــلال
كــيــفــيــة الــقــطـــع لـــكـــل ســـــارق أن وجــــد الـــشـــرط فـــــلا iiتــشــاقـــق
الــجــرجــم الــلــزانــي قـــــد iiأحــصــنـــا وعـــــدد ارضـــعـــات بـــامـــن iiفــطـــنـــا
إلا بـقــول الـمـصـطـفــى خـيــر iiالـبــشــر كـــــم روى أهـــــل الــحــديـــث والأثـــــر
وغـــــيـــــر ذا كـــثــــيــــر iiالأحـــــكــــــام اتــــــق بــــهــــا لابـــشـــيـــر iiلــــلأنــــام
ولـــم تــكــن فـــي مــحــكــم iiالــلــقــرآن صـــلـــى عــلــيـــه خـــالـــق iiالأكــــــوان
أثـــــابـــــه الله عـــــلـــــى iiمـــاكـــتـــبـــا ووضــــح الــحـــق الــجــلــي iiالأصـــوبـــا
وكـــــم لـــــه مـــــن كـــتـــب iiعـــديــــدة كـــلــــهــــا مـــنـــافـــعـــة iiمــــفــــيــــدة
لاســـيــــمــــا كـــتــــابــــة iiالأخـــــيــــــر لـــيــــس لــــــه مــــثــــل ولا iiنـــظـــيـــر
وقــدى حــوى مــن الـبـحــوث iiالـنـافــعــة مــلا تــرى فـــي غــيــره مـــن iiجـامــعــه
بــالــحــكــمــة الــجــامــعـــة iiســــمــــاه وإنــــــه الـــحــــرى بــــمــــا iiأســــمــــاه
إنـــــــه حــــقــــا ريــــــــاض iiنــــاضـــــرة وكـــم تــــرى فــيـــه عــلــومــا iiفــاخـــرة
أهـــــدة إلـــــى الــمــؤلـــف iiالــجــلــيــل الــفـــاضـــل الــمــفــضـــال iiالــنــبـــيـــل
رئــيـــس ذي الـمــحــاكــم iiالــشــرعــيــة دامـــــت بـــعـــون خـــالــــق iiالــبـــريـــة
نــتــفــذ الـــعـــدل تــنــشـــر iiالــنــصـــف تـقــمــع الـظــلــم ومـــن قــــد iiانــحـــرف
أهــــــدي إلـــيــــه هــــــذه الأرجـــــــوزة ســـنــــيــــة مــــفــــيــــدة iiوجـــــيــــــزة
تـــمـــت بـــقـــون الــقــاهـــر iiالــمــنـــان واضـــحــــة الألـــفــــاظ و iiالــمــعـــانـــي
ومــهــرهـــا الــقـــبـــول والــتــغــاضـــي عـــمـــا بـــــدا مـــــن ركـــــة iiالألـــفــــاظ
ثـــــــم الــــصــــلاة رنــــــــا iiالـــغـــفــــار عـــلــــى الــنـــبـــي ســـيــــد الأبــــــرار
كـــــذا عـــلـــى الآل مـــــع iiالــصــحــابــة وتـــابـــعـــيـــهـــم ذوي iiالـــنــــجــــابــــة |
|